في ظل الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على جميع الواردات، تعيش الأسواق المالية حالة من الاضطراب وسط مخاوف متزايدة من ارتفاع أسعار السيارات بمختلف أنواعها، ورغم هذه الأجواء القلقة، لم تُقدم جميع شركات السيارات على رفع الأسعار، بل قررت بعض العلامات الكبرى التريث، في خطوة لطمأنة المستهلكين.
أعلنت شركات تويوتا وهوندا وهيونداي أنها لن ترفع أسعار سياراتها في الوقت الحالي، مشيرة إلى رغبتها في الحفاظ على استقرار السوق وتقديم نوع من الطمأنينة للمستهلكين في الولايات المتحدة.
شركة هيونداي أكدت أنها ستبقي أسعارها ثابتة على جميع طرازاتها في السوق الأميركية خلال الشهرين المقبلين، وذلك من خلال برنامج أطلقت عليه اسم “ضمان العملاء”، والمقرر أن يستمر حتى 2 يونيو المقبل، وأوضح خوسيه مونيوز، الرئيس التنفيذي لهيونداي، أن الهدف من هذه المبادرة هو تقديم نوع من الاستقرار للعملاء في ظل الغموض المحيط بأسعار السيارات في المرحلة القادمة.
وشهدت مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة من هيونداي انتعاشًا ملحوظًا خلال الربع الأخير، مدفوعة بعروض تمويل وتأجير جذابة، خصوصًا لطرازات IONIQ 5 وIONIQ 9 الرياضية متعددة الاستخدامات، والتي يتم تجميعها محليًا في الولايات المتحدة، رغم أن أجزاءها تُستورد من الخارج. وفي المقابل، لم تصدر شركة كيا، الشقيقة لهيونداي، أي إعلان مماثل حتى الآن.
من جهتها، أعلنت تويوتا أنها ستواصل عملياتها كالمعتاد في الوقت الراهن، رغم أنها، مثل غيرها من الشركات، تعتمد بشكل كبير على سلاسل توريد عالمية. وجاء هذا الإعلان بعد تعهد الشركة بتحمل التكاليف الإضافية التي قد يتكبدها موردوها نتيجة الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات القادمة من المكسيك وكندا. وتشير تقارير إعلامية يابانية إلى أن الرسوم قد تُكلف أكبر ست شركات سيارات في اليابان ما يصل إلى 24 مليار دولار، ستتحمل تويوتا وحدها قرابة 12 مليارًا منها.
أما شركة هوندا، فاتخذت موقفًا أكثر تحفظًا، معتمدة سياسة “الترقب والمراقبة”، حيث أعلنت أنها لن تتخذ أي قرارات فورية بخصوص تعديل أسعار سياراتها في السوق الأميركية.
في المقابل، قد تواجه شركات أصغر مثل مازدا ضغوطًا أكبر، إذ أن معظم طرازاتها تُستورد من اليابان أو المكسيك، باستثناء CX-50 التي تُجمع في مصنع مشترك مع تويوتا في ولاية ألاباما.
وفي خطوة غير متوقعة، أعلنت فورد عن عرض جديد يُطلق عليه “من أمريكا، لأجل أمريكا”، يسمح لجميع العملاء بالحصول على أسعار الموظفين، بما في ذلك على سيارات تُصنع في المكسيك مثل Mustang Mach-E وMaverick. ومع ذلك، لن يشمل العرض بعض الطرازات الخاصة، مثل النسخ المحدودة من موستانج وشاحنات Raptor وSuper Duty.

كذلك سعت شركة Stellantis إلى احتواء تداعيات الأزمة، معلنة عن خصومات مماثلة لعملائها، في اليوم الذي أعقب إعلانها عن تسريح مؤقت لـ900 عامل في الولايات المتحدة ووقف الإنتاج مؤقتًا في مصنعين في كندا والمكسيك.
ويُجمع المراقبون على أنه لا توجد أي سيارة، مهما كان نوعها أو منشأها، تعتمد بشكل كامل على مكونات أمريكية. فحتى السيارات التي يتم تجميعها داخل الولايات المتحدة تحتوي على أجزاء مستوردة من مختلف أنحاء العالم. وتشير التقديرات إلى أن توطين صناعة هذه المكونات سيستغرق سنوات طويلة وسيتطلب استثمارات بمليارات الدولارات.
لكن حتى ذلك الحين، تسعى شركات السيارات إلى التخفيف من وقع الأزمة وكسب بعض الوقت للتفاوض مع الحكومة الأمريكية ورسم استراتيجيات طويلة الأمد لتعزيز الإنتاج المحلي. ولذلك، فإن الراغبين في شراء سيارة جديدة لا يزال أمامهم فرصة قبل أن تشهد الأسعار قفزات كبيرة متوقعة.
شاهد أيضاً:
صور تجسسية لسيارة تويوتا هاي لوكس 2026 في تايلاند
تويوتا تستعد للكشف عن SUV صغيرة شبيهة بـ “اللاندر كروزر
تويوتا ولكزس تستدعي أكثر من 40,000 مركبة بسبب خلل محتمل في حزام الأمان